أعرف أنك تنظُر إليّ من أعلى ، وأؤمن أنك تنظر أيضاً إليّ من الداخل ، لا أريد أن أصدق أنني حزين ويائس لكنني كذلك ، أخاف من أكون قانطاً من رحمتك التي تحتويني ومن سعتك التي تسعني بكل هذا الإختلاف والألم ، لكن أرجوك أنقذني .
لا أعرف كيف أدعوك وأنا بهذا الشكل ، لكن عزائي أنك تعلم ، سُبحانك ، في حين أن حتى أنا لا أعلم عنّي بقدرك ، أنت تعلم أنني عاجزة عن رفع يدي رغم هذا الحزن الرمادي الذي غشى في صدري ، وحاشاك أن أنتظر عوناً ونظرة رحمة من سواك .
أعرف أنك لن تنظر لكلماتي التي سأدعوك بها ، كما أنني أثق بأنك تعرف الخبايا في صوتي المبحوح ويداي المُرتعشة .
أعرف أنك قريباً مني .. وأخاف أن أكون بعيداً عنك .
لست ناسياً كل الطرق التي عبُرتها بمعصيتك وكان لُطفك يسعني ، أنت تعلم في حين أنني صامت ، تعلم أنني أرتعش وأنا أكتب ، أخاف من أن يكون هذا الألم لأنني بعيدةً عنك ، أخاف أن أكون بعيدةً لحد ألا يمكنني أن أعرف طريقاً لأعود .
ولكنني أرجوك .. علقّ قلبي وثبته في كل الطرق لحُبك وقربك.
لا أعلم إن كان صائباً أن أرجوك بهذا الشكل ، أن أستغفرك وأتذلل إليك عبر بعض الكلمات لكنني أطمعُ كثيراً في أن أكون نقياً وثرياً برضاك ، أثق بأنك ستنظر إليّ ، بأنني سأشعر برحمتك في تفاصيل الأشياء ، أنك ستهِبُني ما يحمل عني هذا الثقل ، ولكنني رغم هذا لا أستطيع ألا أعيش هذا الوجع ، ووحدك من يستطيع أن يمحو آثاره من على روحي .
لست أكتب كلاماً يعبّر عن حاجتي إليك ، فحاشاك أن تكون حاجتي إليك قليلة كبعض الكلمات ، أنا أكتب وأرجوك أن لا تجعل جهلي سبباً في أن أكون بعيداً عنك ، أسألك وأريد ، وأتذلل من أجل الجواب ، أن تغفر لي هذا الشتات والضياع واليأس .
أعرف أنك قريباً مني .. لذا أرجوك أن لا تحجب عني شمس أحلامي ، ليست نظرةً ناقصة لعطاءك الذي تفشل عيناي في رسم محدوديته ، لكنني أطمع في أن يغمرني عطائك ، في أن تمكنني أمنياتي ، وأحلامي .
أرجوك .. ولستُ أرجو سواك
أن تهبني بالاً مطمئناً ، وقلباً مليئاً بك وبحبك ، وبخشيتك ، أن تهبني الراحة التي لا همّ ولا غمّ بين طياتها ، أن تهبني حُبك ، أن يكون نوراً على وجهي ، على صدري ، على قلبي الصغير .
أريد هذاكلّه ، أريد الكثير منك ، أريد أن اهدأ في هذه اللحظة وأن ينجلي هذا الغمّ الكثيف .
أريد أن أكون الغنيّ بك ، وأن تتوقف كل هذه الدوائر عن سحبي معها للأبد .
لستُ أرجو سواك .. أرزقني حبك الذي يأخذني بيديّ ومن قلبي بعيداً عن كل هذه الأيام التي ماعدت مستعداً لها .
اللهُم رضــاك ، حُبك والجنة مع كل ما تمنيت لو أنّه كان قريباً بجانبي .